ظفر العيون الجميلة عبدالله حرمة الله 

خميس, 08/09/2022 - 20:34

مــلء روحـــي هـذا الصفـاء العميــــق
يــــا عيــــونـــا من ســـحرها لا أفيــــــق
**

قادني قلبي ومودة فريق اعتلى سنام المودة في مصالحة خرافية بين كرامة النخب وغول الدولة؛ فتريثت الأقدار مفرجة عن لذيذ شغفي بعيون الجمال وموطن أميرتي التي أرضعتني حنانا، ورعتني بطلا، وأحبتني بعنفوان؛

وفق الشباب في إنطاق ثالث عقود القرن الحادي والعشرين، فصيح قرون فكر وتراث صحراء الرجال المطمورة في وجدان الأرض و تحت سحب الإهمال، بنسخة اللاعودة في احتفالية بألوان ثقافية غصت بالتنوع وترصعت بتبر المواهب؛ في انسجام فريد بين التعبير الحر لهوية الأمة الموريتانية المكرسة لأخلاق الجمال وقيم مشترك المصير.

على مدى أربعة أيام وليالي أسبوع كامل جاد مهرجان العيون متعتة وثريدا وشفاء و سبل تنمية وثقافة استحقاق وعقيدة عمل أحيت الأرض واحتفت بكرامة الناس.

تحتضن مدينة العيون روح الجمال وتروي جغرافيتها قصص الإغراء وحكايات الطبيعة المستلقية بحياء بين كرم ورفعة أفاضل يحسون الزائر، دون تكلف، أنه بين أهله وذويه في محراب مودة تنقي من وعثاء التعلق بسقط المتاع وتلحق بالوجود جرعة حاضنة لا مفر منها.

سكنت عروس الحسن والجمال، الذائقة ملهمة بذهول فتاك عباقرة، علق بإبداعاتهم طعم الجمال ومسك الأرض، ثم ذخيرة الكبرياء، تسريحة أم اكريه ونعيم أكنتور؛ في تناثر مرصوص الإغراء ملفوف بعناية في حرير حياة تستظل بسماء من السافير؛

من على هامش الهامش: استوفت السخرية، هزالا، مشهد السهولة المتوهمة في عبور أسوار المعرفة ومحاولة تطويع آلياتها على عجل لدفق حالات نفسية قاصرة عن مقام الشعور أو حتى الإحساس؛ طال دون خجل إبداع التعابير الفنية المثقلة بسمو الفكر وأريحية الثقافة، ليتسلل القذع  بدل النقد بمدارسه المتشعبة و قواعده المضبوطة، لبلوغ أهدافه المعرفية في نسج حواشي جمالية على متن الفعل الثقافي، وإرسائه لضمان انتظام الامتهان الحضاري لمجتمعات تسخر شنآنها وخراجها للظفر بحياة ثقافية ترسم بما يليق مكانتها بين الأمم.

النقد الفني والأدبي ضروري لتنقية شوائب العملية الإبداعية دون أبسط مجاملة، وكل تعثر  في مساره يحيل تقييم الموسيقى إلى تخمين لخرير النفوس وشاعرية الطرب إلى صراخ خوف وأبهة صدر بليغ الجمال إلى تأتأة امتهان نشال فاشل؛ ليصبح الفعل الثقافي بسهولة رقمية طريح رجع النفوس المريضة والعقول القاصرة وبطش قرع يجانب الأبجدية ويفر من الصواب في تطاول على الإبداع، لا يرقى لمستوى النقد، ليصير مجرد عملية عدوانية لا محل لها خارج الحقل الجنائي وصرامة ضوابط ردعه.

أضاء تألق العملاقة عليه مسرح العيون، في تعايش طري بين أجيال المرح المسؤول والطرب المحترم والفلكلور الشجي؛ على وقع أنغام الشعر وقوافي بهجة الاحتفاء بحاضرة الحسام والقلم، للمرة الممتعة : عاصمة للثقافة والتراث في الساحل والصحراء.

أثرى شباب العيون تقنيات تسيير العمل الثقافي والاعتناء بالتراث بدعم ورعاية الإبداع وإشاعة استهلاك الثقافة، بجلب الرعاية وتشجيع الفاعلين الاقتصاديين والخواص على الاستثمار في حقل الثقافة ومرافقة مصداقية مشاريعه الجادة.

جلب المهرجان منة مصالحة الجمهور الغفير مع استهلاك الثقافة، وزاد بفقرات مترفة سفر عشاق العيون التي وهبها الملك همام تاجه، وفريد الشام ولعه، وحبيب محفوظ عسل حبره، ورواد الشمال و المشرق والساحل، انتمائهم وتعلقهم بأرضها الطيبة؛