المرتضى حفظه الله ورعاه في رثاء الوالد مَمُّ تغمده الله بواسع رحمته. 

جمعة, 03/12/2021 - 19:56

المرتضى حفظه الله ورعاه في رثاء الوالد مَمُّ تغمده الله بواسع رحمته. 

خطب أحاق فنُكِّسَتْ أعلام
وتدافعت من هوله الأجرام

وتمزقت صحف البيان جميعها
وتكسرت  في حبرها الأقلام

البدر غاب فغاب نور صفائه
عنا وعم العالمين ظلام

واغرورقت عين الزمان لرزئها
وبكت دما أوجاعَها الأيام

رحل الكريم ابن الكريم المصطفى
المنتقى في طبعه المقدام

فتزاحمت أحزاننا وتلاحقت
أنفاسنا وتألمت أرحام

لم لا  وقد رحل الكريم المجتبى
وانهد ركن شاده الإسلام

مَمُّ العظيم سلوكه وحياته
للناس فيها راحة وسلام

من مثل مَمُّ توكلا وتواضعا
وتنافسا في ما يريد كرام

من مثله متجافيا ومسابقا
يعلو به في الصالحين مقام

قمر صفت أنواره وترنمت
بصنيعه وجميله الأيام

فاق الصحاب بحلمه وبعلمه
وبخشية لم تُبْلها الأعوام

وعبادة مشهودة ومصونة
بشريعة وبما قضى العلام

وتلاوة ودراية وتدبر
وقيام ليل والأنام نيام

ورقابة وصرامة وصراحة
ما رامها في دهره الأقوام

وبصدقه ووفائه ونقائه
ما إن يُرى في قوله إيلام

رجل تفرد بالأمانة والتقى
لم تلهه عن دينه الأوهام

وبقوله للحق لا يخشى قلا
سيان إن رضي الورى أو لاموا 

سل أهله سل جاره سل حيه
سلهم يقولوا إنه الإنعام

سل مصره سل عصره سل ضيفه
سل، إنه من ربنا إكرام

صان اللسان تعففا أفشى السلام
ولم يغب عن فعله الإطعام

وسع الخلائق خلقه ونواله
للمعتفي ما صده إحجام

رجل وصول بالجدا أرحامه
عف صبور مخبت صوام

سلك الصراط المستقيم حقيقة
في الدين ما زلت به أقدام

وتضيق عن عد الخصال حروفنا
إذ ليس يحصي فضلَ مَمُّ كلام

يا رب أدخله جنانك مُكْرَما
وليحفظ الأهل الكرامَ وئام

إنا إلى المولى الكريم رجوعنا
فالله هوَّ إلهنا القسام

نرضى بما يرضى لنا ونجله
لسنا بما صنع الإله نلام

ثم الصلاة على النبي وآله
ما راق محمود وذُم حرام